ليس غريباً هذا الاهتمام غير العادي الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين لأبنائه المواطنين، أينما كانوا، وليس غريباً أن يلمس المواطن هذه الرعاية الكريمة من لدن المليك القائد، الذي يتعامل مع كل المواطنين بأبوية، ليس لأنه القائد الرمز/ فقط، لكن لأنه المواطن الإنسان قبل وبعد كل شيء.
لمسة المليك وبادرته الكريمة بنقل المواطنين (رجالاً أو نساء) الذين يتعرضون لأي مكروه في الخارج، إلى المملكة ليتلقوا العلاج، تمثل جزءاً لا يتجزأ من فروسيته العالية، واهتماماً غير عادي بالمواطن السعودي في سرائه وضرائه، والتوجيه السامي الكريم الذي صدر أخيراً بنقل المواطنات المصابات في الحريق المأساوي الذي وقع في خيمة عرس بمنطقة الجهراء الكويتية، يعبّر بوضوح عن حجم الاهتمام والرعاية، وقد سبقته توجيهات أخرى بنقل مواطنين آخرين واسر سعودية تعرضت لحوادث مرورية في عواصم خليجية مثل سلطنة عمان، أو أوروبية مثل سويسرا، وكلها تصب في خانة الحرص الشديد على سلامة المواطن وتسخير كل إمكانيات الدولة لتكون تحت خدمته وتصرفه.
خادم الحرمين الشريفين يرسي بذلك، الحقيقة المهمة على هذه الأرض الطيبة، ومفادها، ان عملية التلاحم بين القائد ومواطنيه، أكثر نضجاً مما يتخيله الآخرون، وأنها منذ تأسيس هذا الوطن المعطاء، على يد الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ تتجذّر وتتعمق، لتصبح ملحمة حقيقية، ما أكثر دلائلها ومعطياتها وبوادرها. ولقد تجلّت في العديد من المواطن والملمّات، الأمر الذي اعطى أبعاداً أكثر عمقاً ووفاءً.
وهنا، ندرك جوهراً من جواهر الحكم السعودي الذي يتعملق يوماً بعد يوم، ويضعنا كمواطنين أمام لوحة وطنية، يجد المواطن نفسه في بؤرة اهتمام القيادة، ويجد القائد نفسه وقد التف حوله شعبه ومواطنوه، ليسطروا معاً خطوات المسيرة الخالدة، سواء في البناء الإنساني قبل البناء العمراني، والاهتمام بالفرد قبل إنشاء الصرح، وتسخير الإمكانيات قبل تهيئة الأجواء.
إن مثل هذه المبادرات الكريمة لقائد الأمة، تزيدنا كمواطنين اعتزازاً بقيادة المليك/ الأب، والمليك/ الأخ، والمليك الإنسان، وتضع علينا واجباً لا يقل أهمية عن إدراك قيمة هذا الوطن المعطاء، تفانياً وإخلاصاً وانتماءً.. وهذه أولى أخلاقيات المواطنة.