بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تعلم الاطفال التفاؤل
طفلي متفاؤل
\
/
\
عند دخولنا لعالم الأطفال والغوص فيه
نرى نماذج كثيرة ومنها:
* طفل يشوبه العبوس والضيق ..
... تُكسر لعبته فيهب برميها بقوة ومن ثم يبدأ بنوبة البكـــاء
... يشجاره أحد أقرانه يذهب سريعاً إما بالإنزواء في أحد الزوايا والبكاء
أو الشجار بأقوى وأخذ موقف عدائي من قرينه
... يكتب حرفاً فيخطىء في كتابه .. يضحك زملائة ..
يهرع هو بشق الورقة ورمي القلم إلى مكان بعيد بعيد
و ..... و....... من التصرفات التي تدل على تشاؤم ذاك الطفل وعدم وجود روح التفاؤل بها :\
* طفل تُجمّله إبتسامته وروحه الحيويه : )
... تُكسر لعبته فتضيق نفسه ومن ثم يعاود بأخذها وترتيبها والمحاولة جاهداً بإعادة تركيبها
... يشجاره أحد أقرانه ربما يكمل الشجار معه ومن ثم يعود له وكأنه لم يحدث شيء
أو يصافحه ويعاودان اللعب معاً : )
... يكتب حرفاً فيخطىء .. لكنه سرعان مايعاود بكتابته مرة ومرتان وثلاث ..
... يسابق زملائه ويتفاءل بنيل المراكز الأولى
و ..... و...... من التصرفات التي تدل على تفاؤل الطفل وروحة التي دائماً تطمح لأعلى
ولا يهزها الخطأ والفشل : )
فتشع من عينه روح التفاؤل والأمل
التفاؤل
إن التفاؤل يفوق مجرد التفكير الإيجابي،
بل إنه عادة من أجل التفكير الإيجابي، أو حسبما أورد قاموس في تعريف التفاؤل: " إنه عبارة عن ميل أو نزوع نحو النظر إلى الجانب الأفضل للأحداث أو الأحوال، وتوقع أفضل النتائج".
فالأطفال المتفائلون:
يعتبرون بهجة تتحرك، فحماسهم قابل للانتشار، ولكن طبقا لما أورده عالم النفس "مارتن" مؤلف كتاب "الطفل المتفائل"، فإن التفاؤل ليس مجرد صورة ذاتية جذابة، وإنما يمكن أن يكون التفاؤل نوعاً من الحصانة النفسية ضد مجموعة من مشكلات الحياة، وقد أشار سليجمان إلى أن أكثر من ألف دراسة- أجريت على نصف مليون طفل وشاب- أظهرت أن المتفائلين من الناس أقل عرضة للكآبة، وأكثر ميلاً للنجاح في المدارس والأعمال، بل وأفضل صحة من الناحية الجسمانية بشكل مذهل عما هو الحال عليه بالنسبة للمتشائمين، والأهم من ذلك أنه حتى وإن ولد الطفل بلا نزعة تفاؤلية فبالإمكان إكسابها إياه.
بإمكاننا تعليم الطفل التفاؤل، وفيما يلي بعض التوجيهات وأوجه النشاط التي يمكن البدء بها من الآن:
التشجيع
شجع طفلك على الإصرار والتفاؤل " لقد عملت كثيراً في مشروع العلوم الخاص بالمدرسة، فكل أسبوع يمضي يمكنك من إنجاز المزيد والمزيد، يجب أن تشعر بالفخر لذلك".
قصة "خالد".. الطفل المتفائل
يعد خالد مثالاً للطفل المتفائل، فعندما اكتشف أن أسرته تعتزم الرحيل للمرة الثالثة خلال ثلاث سنوات، شعر بضيق ملحوظ، لقد أحب مدرسته وأصدقاءه ومنزله الذي لا يبعد كثيرا عن المنطقة، ولكن بعد الشكوى الأولية بدأ خالد بالتفكير في منزلهم الجديد، حيث توجد مدينة ملاهي ومساحات أخرى للعب.
كان "خالد" يعرف حتمية انتقال والده إلى المكان الجديد حيث وظيفته، وليس لأي سبب آخر، كذلك عرف أن العائلة كانت مرتاحة للتنقل. لقد كان بإمكان العائلة الاتصال بالأصدقاء القدامى، كما كان بإمكان العائلة إقامة حفل تعارف كبير لمعرفة الجيران الجدد خلال أسبوع من الوصول إلى المكان الجديد، لذا قرر "خالد" استخدام خبرته في الكتابة ليكتب مقالا بعنوان " عند الرحيل".
أما بالنسبة للمتشائمين فإنهم على النقيض من ذلك حيث يرون أن الأحداث الطيبة وقتية، أما الأحداث السيئة فإنها دائمة، كما يرون كذلك أن الأحداث الطيبة ما هي إلا نتيجة لحسن الحظ أو الصدفة، أما الأحداث السيئة فيمكن التنبؤ بها.
ويكون المتشائمون دائما على استعداد مسبق للنزعة إلى التهويل من آية واقعة، وتصويرها على أنها كارثة، فالاستعداد للنزوع إلى أسوأ السيناريوهات قد يكون ملائما بالنسبة للحوادث الأليمة المنذرة بالكوارث، ولكنه لا يمكن أن يكون مناسباً بالنسبة للأحداث اليومية العادية.
الأفكار التفاؤلية والأفكار التشاؤمية
لكي تعلم طفلك كيف يمكنه أن يصبح أكثر تفاولاً فإنه يتعين عليك أن توضح له الفرق بين الأفكار التفاؤلية والأفكار التشاؤمية، وطبقاً لما أورده سليجمان فإن الفرق الكبير بينهما يكمن في الطريقة التي يفسر بها كل المتفائلين والمتشائمين أسباب ما تأتي به الأحداث من خير أو شر.
يعتقد المتفائلون أن الأحداث الإيجابية السعيدة تفسر بالأشياء الدائمة الحدوث والانتشار، ولذا يأخذ المتفائلون على عاتقهم مسؤولية إحداث الأشياء الطيبة، وفي حالة حدوث شيء سيئ فإن المتفائلين يرون أنه مؤقت ومتعلق بموقف ما، وتكون نظرتهم واقعية من حيث إنهم كانوا هم السبب في حدوث الشيء السيئ.
خطورة التشاؤم
يرى سليجمان أن التشاؤم ليس مجرد أسلوب سلبي للتفكير، وإنما أحد أكثر التهديدات جسامة لصحة أطفالنا في عصرنا الحاضر، حيث يقول: "إنه المرض المؤدي إلى الاكتئاب"، وقد بنى سليجمان استنتاجاته على أربع دراسات جمعت معلومات من أكثر من ستة عشر ألف شخص من مختلف الأعمار.
يفيد سليجمان بأنه مقارنة بالناس الذين ولدوا في الثلث الأول من هذا العصر، فإن طفل اليوم قد أصبح أكثر عرضة للاكتئاب بواقع عشرة أمثال ما كان عليه الحال سابقا.
ويوضح سليجمان أن نتائج مسح- تم إجراؤه على ثلاثة آلاف طفل تتراوح أعمارهم ما بين التاسعة والرابعة عشرة- قد أوضحت أن 9 في المئة من الأطفال قد أقروا بالابتلاء بداء الاكتئاب.
- اهتم بطريقة النقد التي تنتقد بها أطفالك.. يوضح سليجمان أن هناك طرقا صحيحة وطرقا خاطئة للانتقاد، مما قد يكون له أثر فعال على جعل طفلك متفائلا أو متشائماً.
- أول قاعدة لانتقاد طفلك هي أن تكون دقيقا، فالنقد المبالغ فيه ينتج عنه الإحساس بالذنب والخجل بدرجة أكبر مما ينبغي لعقل الطفل وتغيير سلوكه، ولكن التوقف تماما عن توجيه أي نوع من اللوم يمحو الإحساس بالمسؤولية ويبطل إرادة التغير، عليك بإيجاد أسلوب توضيحي تفاؤلي آخر، كأن تشرح لأطفالك المشكلات بمصطلحات واقعية تبين فيها أن السبب محدد وقابل للتغيير.
التفاؤل يمكن تعليمه بملاحظة الوالدين التلقين
إن الزاد الأساسي للمتفائل هو إيمانه بأن الجهد لابد أن يكون أكثر مما هو ظاهر في التقدم أو النجاح، وأن جميع المشاكل أو العقبات تعد وقتية، لقن طفلك درسا بإعطائه أمثلة يستطيع أن يفهمها.. " هل تتذكر عندما قمت بلصق ورق الحائط لحجرتك؟ كنت أتعلم كلما واصلت عملي وقد كان شيئاً محبطاً وكم ارتكبت كثيراً من الأخطاء، ولكن عندما أقوم بلصق ورق الحائط لغرفة أختك سوف أعلم جيداً ما علي أن أفعله.
التعاطف
تعاطف لكي تتأكد من فهمك لدرجة اهتمامات طفلك، ثم لقنه درساً عن حل المشاكل.. " أنت لا ترغب في عمل تجربة أداء لمسرحية المدرسة لأنك لا تعتقد أنك ستشارك بدور فيها، ولكنك تبدو حزيناً لذلك كما لو كنت تتمنى أن يكون لك دور في المسرحية.. أنت محق، لأن تجربة الأداء شيء صعب، وذلك لأن هناك عدداً كبيراً من الأطفال يفوق عدد الأدوار في المسرحية.. دعنا نحاول أن نفكر في ثلاثة أسباب تدلنا على أن تجربة الأداء شيء له قيمته حتى لو لم يكن للشخص دور في المسرحية.
أعط أمثلة
أعط أمثلة تبين أن كل المشاكل تعد وقتية.. " عندما ماتت الجدة، كان من الصعب جداً على الجد أن يحيا بمفرده، فعلى رغم أنه من المستحيل أن تعود الجدة مرة أخرى إلا أن هناك الكثير من الطرق التي يمكننا أن نساعد بها الجد، ولهذا السبب فإنه يقضي الكثير من الوقت في زيارتنا نحن وأبناء عمك.. إنه لم يزل يفتقد الجدة، لكنه لم يعد وحيدا كما كان".
ما لا ينبغي قوله:
"ابتهج".. إن قولك لطفلك أن يشعر بالسعادة الاكتئاب أو التشاؤم واضح عليه شيء لا يجدي، فسوف يعتقد على الفور أنك لا تفهمه، في هذه الحالة لابد أن تظهر الجمل الإيجابية بعد أن تبدي تعاطفك معه، بضرب الأمثلة على النجاحات السابقة التي حققها، أو بعرض أسباب التفاؤل.
يمكنك فعل ذلك.. وهذا مناسب لطفلة تثق بنفسها بالفعل، وبحاجة فقط إلى كلام يبث فيها الحيوية والنشاط، ولكن إذا بدت على طفلتك علامات التشاؤم فمن الأفضل أن تفهم مبرراتها للتفكير بهذه الطريقة أولاً ثم تذكرها بلطف بالنجاحات الماضية التي غفلت عنها.. إن المتشائمين لهم تفكيرهم المشوه.. إنهم ينكرون الظواهر الإيجابية ويتوقون إلى الظواهر التي تؤيد نظرتهم السلبية.. إنهم بحاجة دائمة إلى أن تبين لهم مراراً وتكراراً أن بإمكانهم فعل ذلك الشيء العظيم ولا تقل لهم مثلاً.
ومن الأفضل أن تدعها تعرف أن سلوكها له أهمية، ولكنه غير مفيد، ذكرها بالمجهودات الناجحة في الماضي، ودعها تعرف أنك تثق بمقدرتها على المحاولة بجدية أكثر.
"لماذا أنتم سلبيون لهذه الدرجة؟ ألا يمكنكم أن تنظروا إلى الجانب المضيء؟".
هذه الأسئلة ليست مفيدة للأطفال.. ربما يكونون غير قادرين على الإفصاح عن السبب، أو حتى إذا كانوا قادرين على إدراك الأسباب، فقد قمت لتوك بحثهم على الدفاع عن أسلوبهم في التفكير، وليس تغييره.
منقول