الدوله : عدد المساهمات : 179 نقاط : 281 السٌّمعَة : 6
موضوع: لماذا السعوديات فقط؟؟؟ للكاتبه مها عبدالرحمن الثلاثاء أغسطس 18, 2009 1:00 am
مها العبدالرحمن
تساؤل يفرض نفسه في ذاكرة الحاضر عند استعراض صور الماضي، وأوضاعه، ومفارقات اليوم. لماذا المرأة السعودية بالذات هي من شغلت ذهن العالم، وسُلطت عليها الأضواء، وتصدرت صدر مساحات الأخبار الساخنة؟! تتنوع المجالات، والحماس لبث الخبر وإبرازه واحد، إذا ما كان يخص النساء السعوديات!. نقاشات وتطلعات لمستقبل قيادتها للسيارة، وحقها في رياضة مدرسية، ومساحات تفرغ للحديث عن النوادي الرياضية النسائية لدينا، وموضات غربية تدخل على لباسها، وضجة كبيرة ترافق مجهودات أدبية وكتابية متواضعة ما دامت تحمل اسم كاتبة سعودية، وتصور أفراد هذا المجتمع ونساءه بأن لديهم قبولاً للانحلال والسقوط والانغماس بالرذيلة، وعظيم هو خبر خمسينية سعودية تتسلق جبال الألب، وأخرى تشارك في سباق خيل، وصحيفة "التايمز البريطانية" تكتب عن تنافس ٢٠٠ مبرقعة سعودية لنيل لقب "ملكة جمال الأخلاق"، وصحيفة التايمز تهتم وترصد الخبر!، والفكرة قائمة على مدى الالتزام بالقيم الإسلامية، ولتصبح بديلاً لمسابقات تهتم بجمال وجسد المرأة، كما أنها لن تشهد حضوراً رجالياً، ولن تعرض تلفزيونياً، ولن تمثل الفائزة مقاييس جمال، ولن يشترط ذلك فالجمال سيكون للخلق والروح!! وفي الداخل "مؤسسة (......) للأعراس" تنظم برنامجاً تأهيلياً تدريبياً للتحلي بالأخلاق والتعامل الأمثل مع الوالدين خلال ٧ أسابيع!، تتوج بعدها ملكة ستحمل "تاج الأخلاق"، وأميرتين وصيفتين، والهدف خدمة فكرة "البر" ورصد لذلك جوائز مالية. "بلوتوثات وإيميلات" قوية لفتيات سعوديات هي سبق وفضيحة متميزة حتى لو كانت بالأصل هي صور ومشاهد من جوال مسروق، وغيرها وغيرها! اتجاهات ومقاصد مختلفة ما بين مشفقين عليهن من عزل مميت، وآخرين متطوعين لجعلها تزاحم الأخريات وتخرج من القمقم، وغيرهم يجدون في فكرة خصوصيتها حبساً لطاقات وقدرات ومواهب وتواجد هام وضروري. ورسالتنا لكِ تبشيرية تحذيرية تحمل نصحاً، لتبادري وتستغلي الزمان وتتفاءلي فتحديثها نفسك أن (أهم شيء الأخلاق وحب الوطن)، وأي مجال تحبينه أو حتى خطر ببالك فبادري فالمجال مفتوح والأزمان لك، أي كما قال الأمير الرائع، والشاعر الفذ، أمير الشعر "خالد الفيصل": إذا صفا لك زمانك علَّ يا ظامي أشرب قبل لا يحوس الطين صافيها .. (السعودية) الآن مطمع وإذا أرادت أن تخوض مجال الظهور فلن ينظر كثيراً لدرجة ثقافتها أو سرعة بديهتها أو مميزاتها، فالمستهلك ورضاه مطلب، والشيء ذاته ينطبق على أي مشاركة أو طموح تود دخوله، أو حلم التسابق على حوارها وشهرتها إذ يكفي أن تقوم بلي أعناق أفكار الحريات والأصوليات والمبادئ والإسلاميات وتفلسفها بجرأة "كعقلانيات" مجيرة باسمها، والمطلوب السرعة والمبادرة قبل العد التنازلي فالكثرة حينها ستلغي التميز، فبمجرد إحراز أرقام كبيرة أكثر من الشتات الحالي بوجود مالا يتعدى عدد أصابع اليدين في كل مجال من السعوديات، وبالتالي التفرد والندرة اليوم لصالحك، والغد كما يلوح في الأفق يشهد تسرباً نسائياً سيجعل المرأة السعودية واحدة ما بين آلاف النساء في كل مكان بعد أن كانت رقماً صعباً، وبعد التكتل ستتراجع مشاعر الاحتفاء والتقدير، وتنطفئ الأضواء وتخفت أصوات التهاني والتشجيع، ويسحب البساط الأحمر التشريفي من تحت أقدامها، وتغدو رقماً من الأرقام، وستحتاج حينها أن تنحت في الصخر بأظفارها لتسجل لها حضوراً ووجوداً، وستقابل ذاك الوقت بلغة الأفضلية والامتيازات